ضريح بطرس الرسول ومذبح الاعتراف... قلب الفاتيكان النابض

البابا فرنسيس يحتفل بالعشيّة الفصحيّة على «مذبح الاعتراف» في بازيليك القدّيس بطرس (4 أبريل/نيسان 2015) البابا فرنسيس يحتفل بالعشيّة الفصحيّة على «مذبح الاعتراف» في بازيليك القدّيس بطرس (4 أبريل/نيسان 2015) | مصدر الصورة: L’Osservatore Romano

داخل بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة وتحت المذبح الرئيس، موضعٌ يختصر الذاكرة التاريخيّة للمكان ويعكس آثارًا هندسيّة مقدّسة.

بُني «مذبح الاعتراف» فوق ضريح الرسول للسماح للمؤمنين بالصلاة، وتذكُّر بطرس الذي استُشهد على تلك هضبة في القرن الأوّل الميلاديّ.

«مذبح الاعتراف»

اقترن المذبح بـ«الاعتراف» للتذكير بصلب الرسول هناك في خلال اضطهادات الإمبراطور نيرون للمسيحيّين. وعليه، يحتفل البابا مرّات عدّة في السنة برتب ليتورجيّة كبرى. وفوقه ترتفع مظلّة برونزيّة من تصميم الفنّان الإيطالي الشهير جان لورينزو برنيني.

مظلّة جان لورينزو برنيني البرونزيّة ترتفع فوق «مذبح الاعتراف»-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
مظلّة جان لورينزو برنيني البرونزيّة ترتفع فوق «مذبح الاعتراف»-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

يُعرف الموضع الواقع تحت المذبح بـ«مكانة الباليوم»، أي حيث توضع الأقمشة الليتورجيّة التي يعطيها الأب الأقدس إلى رؤساء الأساقفة في عيد القدّيسَين بطرس وبولس. وإلى يمين الـ«مكانة» ويسارها تمثالان للرسولَين صمّمهما الفنّان أمبروجيو بونفيتشينو عام 1617. وفي وسط الحائط الواقع بين التمثالَين فسيفساء ليسوع المخلّص يحمل فيها إنجيلًا مفتوحًا مكتوب عليه باللغة اللاتينيّة: «أنا الطريق والحقّ والحياة، من آمن بي يحيا».

البابا فرنسيس يحتفل بالذبيحة الإلهيّة لمناسبة عيد القديسَين بطرس وبولس على «مذبح الاعتراف» عام 2016. مصدر الصورة: أليكسي غوتوفسكي/آسي مينا
البابا فرنسيس يحتفل بالذبيحة الإلهيّة لمناسبة عيد القديسَين بطرس وبولس على «مذبح الاعتراف» عام 2016. مصدر الصورة: أليكسي غوتوفسكي/آسي مينا

ضريح أمير الرسل

وراء حيط الفسيفساء، مدفن بُني فوق قبر القديس بطرس في القرن الثاني وبقي على حاله 18 قرنًا. وتعود أصول مكان الدفن إلى حفرة أقيمت على تلك الهضبة قرب سيرك نيون، وبُني فوقها بعد نحو قرن مدفن ذَكَره المؤرخ يوسابيوس القيصري في القِدَم بأنّه إحدى «جوائز» الرسل كما أخبره كاهن يُدعى غايو.

أسقف أميركيّ يصلّي عند ضريح القدّيس بطرس الرسول عام 2019. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
أسقف أميركيّ يصلّي عند ضريح القدّيس بطرس الرسول عام 2019. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

إلى ذلك المدفن حجّ المسيحيّون الأوائل حيث تركوا علامات عدة تدلّ على المسيح وبطرس. وعبر العصور، بُنِيَت مذابح فوق القبر في خلال حبريّات البابوات: غريغوريوس الكبير وكاليستوس الثاني وكليمنت الثامن. وفي حفريّات أثريّة أُجريت بين عامَي 1939 و1949 برزت على أحد حيطان المدفن القديم كتابة باللغة اليونانيّة تقول «بطرس هنا»، ما عزّز تأكيد وجود قبر الرسول هناك.

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس الذبيحة الإلهيّة لمناسبة عيد القديسَين بطرس وبولس على «مذبح الاعتراف» عام 2025. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس الذبيحة الإلهيّة لمناسبة عيد القديسَين بطرس وبولس على «مذبح الاعتراف» عام 2025. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

ومن ضريح الرسول و«مذبح الاعتراف» تعلّل بازيليك القديس بطرس بل حاضرة الفاتيكان بأسرها وجودها في ذلك المكان من الأرض. فلولا دفن الصيّاد الجليليّ هناك، لما ارتفعت في المكان أكبر بازيليك كاثوليكيّة في العالم. هناك، يمكن تذكّر استشهاد بطرس، وصفحات تاريخيّة من العصور المتعاقبة، واستمراريّة كنيسة روما الليتورجيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته